السياسة الخارجية المعتدلة لـ الإمارة الإسلامية
بعد تشكيل حكومة الإمارة الإسلامية، تم تعيين المولوي أمير خان متقي وزيراً للخارجية بالوكالة، والذي بدوره أعلن أنّ سياسة الإمارة الإسلامية قائمة على أساس “السياسة الخارجية المعتدلة” مع جميع الأطراف، وأن التعامل سيكون على أصل الاحترام المتقابل وعدم التدخّل في شؤون أفغانستان كما أنّه لا تسمح الإمارة الإسلامية لنفسها التدخّل في شؤون الدّول الأخرى. وفي إطار هذه الاستراتيجية يمكن توصيف اتّجاه النظام الدبلوماسي للإمارة الإسلامية على النحو التالي:
التعاون مع المجتمع الدولي
أعلن السيد ذبيح الله مجاهد يوم 28 أسد الثلاثاء 1400، في أول مؤتمر صحفي له في كابول: بأن الإمارة الإسلامية تؤكد في السياسة الخارجية على ضرورة التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق خططها التنموية، وتتطلّع إلى التعاون الودي مع جميع دول العالم. بالإضافة إلى ذلك، أكد أيضاً زعيم الإمارة الإسلامية الشيخ هبة الله آخندازده في رسالته بمناسبة حلول عيد الفطر لنفس العام على على ضرورة التعاون مع المجتمع الدولي، فقال: “إن لأفغانستان دور مهم في السلام والأمن العالمي، ولهذا السبب التعاون مع المجتمع الدولي أمر حيوي، كما أنّ الاعتراف بإمارة أفغانستان الإسلامية مهم أيضا لأنه يوفّر الأساس لمزيد من التعاون بين الإمارة الإسلامية والمجتمع الدولي، وهو ضروري لتعزيز السلم والأمن الدوليين”. وهذا يدلّ على أنّ الإمارة الإسلامية ملتزمة بالتعاون وتعزيز العلاقات مع دول العالم.
التركيز على الدبلوماسية متعددة الأطراف
ومن أجل تحقيق الأهداف والمبادئ المحدّدة في السياسة الخارجية، أعطت الإمارة الإسلامية الأولوية للدبلوماسية متعددة الأطراف للتفاعل مع العالم والمنطقة والجيران. وفي هذا الصدد فإنّ إنجازات الإمارة الإسلامية مقبولة. وما كان اجتماع قطر، واجتماع أنطاليا، واجتماع أوسلو، واجتماع إسلام آباد، واجتماع سمرقند، وغيرها، إلا أمثلة واضحة على الدبلوماسية متعددة الأطراف التي اهتمّت بها الإمارة الإسلامية. وهي من أبرز إنجازاتها السياسية في هذا المجال.
الدبلوماسية الثنائية
بالإضافة إلى التركيز على الدبلوماسية متعددة الأطراف، فقد تمّ أيضًا أخذ التفاعلات والاجتماعات الثنائية بعين الاعتبار من قبل قادة الإمارة الإسلامية، وتم اعتمادها للتوصل إلى توافق وتفاهم مع مختلف البلدان في المنطقة. فاجتماع طهران، واجتماع إسلام آباد، واجتماع الصين، والاجتماع مع ممثلي الدول المختلفة في مقر وزارة الخارجية في كابول وغيرها، أمثلة على الجهود المبذولة للتوصل إلى التفاهم من خلال الدبلوماسية الثنائية. وتجدر الإشارة إلى أنّ الإنجازات التي تحققت في هذا القطاع مهمة أيضًا، حيث أعلنت وأوضحت الإمارة الإسلامية بأنها تتعامل مع الجميع حتى مع الغرب وأمريكا التي حاربتها لمدة عقدين كاملين، وأنها تفتح أبواب التعامل مع الجميع على أساس احترام السيادة والتعاون في المجال السياسي والاقتصادي.
خلق بيئة آمنة لفتح السفارات الأجنبية
بعد الأمن والاستقرار في أفغانستان، حاولت الإمارة الإسلامية بناء الثقة من أجل الحفاظ على أمن الممثلين والوكالات السياسية للدول الأجنبية في أفغانستان. وبفضل الجهود المتواصلة التي تبذلها وزارة الخارجية، تمّ إعادة فتح 38 سفارة وممثلية سياسية للدول الأجنبية في كابول والأقاليم الأفغانية الأخرى. وتشمل هذه الوكالات: إيران وباكستان والصين وروسيا وتركيا وقطر وقيرغيزستان وأوزبكستان وكازاخستان وتركمانستان وإيطاليا والإمارات العربية المتّحدة والاتحاد الأوروبي ومصر وسويسرا وألمانيا والنرويج والمملكة العربية السعودية. بالإضافة إلى ذلك، أعادت عدد من الدول فتح قنصلياتها في عدة محافظات. وتشمل هذه القنصليات: تركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان وإيران وباكستان وتركيا في مزار الشريف، وقنصليات باكستان وإيران في ننجرهار، وقنصليات إيران وباكستان وتركمانستان وتركيا في مدينة هرات غربي البلاد.
تقديم الخدمات القنصلية
رغم عدم الاعتراف دوليًا، يعد تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأفغان إنجازًا آخر لوزارة خارجية إمارة أفغانستان الإسلامية. وفي هذا الصدد، كان إصدار جوازات السفر وحلّ مشاكل الإقامة والتفاوض مع سلطات الدول المجاورة من أجل منع الترحيل القسري للمواطنين الأفغان محل اهتمام مسؤولي وزارة خارجية الإمارة الإسلامية. كما تم التركيز على متابعة قضايا السجناء الأفغان في الخارج وإعادتهم إلى أفغانستان والسجناء الأجانب في أفغانستان لدى الممثلين السياسيين والقنصليين لإمارة أفغانستان الإسلامية والسفارات الأجنبية المقيمة في كابول والإدارات ذات الصلة.